عن فلسطينمقالات

أقل من بشر

حين تنظر للقول والحال من معظم قادة الغرب اليوم في نظرتهم للعرب والمسلمين ( نموذج سوريا أو العراق أو فلسطين..) تعرف أن مسطرتهم لا تصنف أهل المنطقة على أنهم بشر لهم أرواح وقلوب وعقول…

أهل هذه المنطقة أشياء لا ضرورة لها في العالم عليهم أن يقبلوا بالحياة الدون والعيشة الهون، أو أن يبادوا كما تستأصل الآفات من العالم…

حين نقرأ علم الأنثروبولوجي في القرن التاسع عشر عصر الخروج الأوروبي واحتلال العالم …نجد مصطلح الشعوب البدائية …المتوحشون …الهمج…الأجناس الأولى من نُسخ الإنسان ما قبل الأوروبي…

وبرغم أن تلك النظرة المتعالية شملت العالم بما في ذلك الشعوب الأوروبية السلافية، ولكن دركات التصنيف كانت تتعلق بعوامل مثل لون البشرة (الشعوب الملونة) وفي أدناها الأفارقة الذين استعبدوا كونيًا..ولعب عامل الدين دورًا ضخمًا في الترتيب على دركات التصنيف..

و الشعوب المقاومة نالت نصيبًا مضاعفًا من الشيطنة، فالمقاومون للاحتلال هم الشيطان بعينه…وكل ما فيهم أو يحيط بهم مستباح…فاخضاع  الخصم حينها لا يخضع لقواعد …فالزمن يسجل المنتصر ويتجاهل طريقة الانتصار..

لم يكن الموضوع (قوة الحق) بل ( حق القوة) ومن هنا أصبح العبء واقع على كل أمة أن تثبت نفسها أنها تستحق الحياة داخل هذه الغابة، فلا شئ يُعطى مجانًا…

إن الشكوى من هذا العالم غير مجدية، والأمم التي لا تقبل أن تعيش (أقل من إنسان) تحتاج أن تشق طريقها بكفاح مرير لتمتلك أسباب القوة والمنعة…وليس هناك طريق قصير لذلك…لكن نقطة البدء هي أن تنفر من مرتبة: أقل من إنسان..

والنفرة من تلك المرتبة ليست خطابة ولا مشاعر، بل استعداد لتغير جذري يشمل النظام التصوري للإنسان والعلم والطبيعة والوقت والعمل وتوجيه التدين الفاعل والنظرة للمواطنة والعلاقة بالأمم الاخرى…

فالاستحقاق هو انقلاب في واقع الحال وليس في واقع المقال…فالنجاح لم يكن للأمم التي تشتكي من ظلم العالم إنما للأمم التي تنافس العالم..

الشكوى من العالم غير مجدية…فتلك طبيعته بنيته أساسها (المشاحة)…فإن لم تقدر ذاتك وتخدمها فلا تنتظر من غيرك أن يفعل..

الخلاصة: ستمر الأيام بحلوها ومرها…ولكن العمل بسياسة ردود الأفعال الآنية لا يزيد الطين إلا بِلة…وسكين القصاب لن تتوقف …صعود أي أمة من ردود الأفعال إلى مستوى الفعل المخطط الصاعد المكافئ للعصر ليس مزحة بل انتقال جذري وضريبة عرق ودموع..والكثير لا يقدرونها. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى