مقالات

ألم الحقيقة

دراسة الواقع ومعرفة أوجه النقص تكشف أحيانا عن درجات قصور مريعة وتصطدم برغبة الإنسان في الهروب من ثقل المهمة…وهذه أمور طبيعية فيما يتعلق  بالنفس فأين المشكلة؟

عدم التمييز بين أمرين كلاهما ضروري، ولكن لكل منهما متطلباته المختلفة.

 الأمر الأول هو وضع النقاط على الحروف بوضوح للتأسيس لفهم صلب للفجوة والنقص والعمل على ردم الفجوة.  وثانيًا بين مسارات أخرى تكميلية…

فالإنسان يحتاج لرفع المعنويات إذا كانت المهمة كبيرة والفجوة عظيمة وكذلك لرفع المعنويات وتهوين الصعب، ولكن كل ذلك لا يتم  بإنكار حقائق الواقع، أو توجيه الغضب لمن يرصد الواقع ويصفه…

والناس تحتاج للاعتراف لمن يبذل الجهد لردم الفجوة وتقليل الحاجة بفضله، وشكره على الجهد، ولكن ذلك أيضا ليس مبررًا لتزوير التشخيص وعدم إعطاء الحقائق عن حجم المطلوب…

في القرآن الكريم نجد مسارات، فمسار المكاشفة وبيان الخلل وعنوانه: ( من يعمل سوءا يجز به) وخط لرفع المعنويات واضح وعنوانه: ( ولا تهنوا ولا تحزنوا) …

الخلاصة: معرفة التشخيص لأمراضنا بصدق لا يساوي الاستسلام واليأس، بل يساوي استنفار الطاقة وبذل الوسع والتوكل على الله…والتنكر لحقائق الواقع بدعوى رفع المعنويات هو طريق للفشل المحقق وبيع للوهم وما أكثره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى