أنا أختلف معك تماما
إذا أعطيت نفسك حق اختيار رأيك المستقل، فلِمَ تحرم غيرك من ذات الحق…، وفي الأرض متسع للجميع..، هكذا كانت الدنيا، وهكذا ستكون..، فالناس مختلفون تكوينا، وعقلا..، فكما تضيق برأيهم، يضيقون برأيك ..، ولكن وسع يوَسع لك …، فرنسا نموذجاً..
وأشرقت العصور الحديثة بمقولة: أنا أختلف معك تماما، ولكني أدفع حياتي ثمنا لتقول رأيك…، ذلك ما طالب به المصلحون عبر التاريخ، فقط أن يمنحهم المجتمع حق التعبير عن أنفسهم، وأن يقولوا ما يعتقدون.
من هنا نبه القرآن الرسول لنفي السيطرة، التجبر، الإكراه…، وأمره بالبلاغ…، وأمره بالحكمة، والموعظة الحسنة…، فمقام الدعوة يختلف عن مقام الحرب، والغلظة..، وحين اختلطا في العقول …، سادت فكرة السيطرة، والجبر، والإكراه، فساءت الأخلاق، وفسدت العلاقات.
الدنيا تحمل كل من عليها، والرزق يتنزل على الجميع، والرأي يقابله رأي، والنموذج الفرنسي اليوم هو انقلاب على مبادئ ثورتهم، باسم التمسك بها..، فالحجر على رأي المسلم، ومعتقده، هو خصم من رصيد كل البشر..، لا من المسلمين فقط.