مقالات

اختلاف العبارات

التمييز بين عبارات الاختلاف، وعبارات الانفعال، وعبارات الغضب المؤسس مهم، وبعض البيان مهم!

فقد يقول شخص رأيا مخالفا لنا، وتلك طبيعة الحياة، فنرد بقولنا: أنا عندي رأي مغاير، وهذه مبرراته، أو نقول عندي منهج مغاير لمقاربة هذا السؤال، فحديثك هنا لا يمس الشخص، بل تلك المقولة وذلك المنهج، وهذا يرتقي بالحياة من حولنا، ويفسح الأفق أمام الاختيار.

أما عبارات الغضب، فهي تأخذ شكلا مباشرا،ً كقول القائل: “لا يقول بهذا إلا فاسق أو ضال”، وما شابهها من ألفاظ تتجاوز الرأي إلى عملية المحاكمة، وإصدار الأحكام ..

أما الغضب المؤسس فعادة ما يكون موقفا مبدئيا من شخص، أو تيار، وصاحبنا هنا ينتظر الفرصة، وعنده سبق إصرار، وترصد، وهو مستعد لإعلان الحرب في اللحظة المناسبة.

ليست هناك مشكلة في أن تختلف مع غيرك، وليست هناك مشكلة في أن تغضب من قول، ولا حتى أن تكونّ رأيا في تيار، أو منهجية شخص، فتلك أمور عادية، ولكن نحن نعيش في مجتمعات تحتاج إلى التعايش، وإلى وقف التناحر، ولذلك متطلبات مهمة؟

أولها: حسن إدارة الاختلاف، وهذا يعني تقديم النموذج العملي من قادة الرأي لأبناء المجتمع على إمكانية تعايش المختلفين، وهذا يعني أكبر قدر من الموضوعية، وأقل قدر من الشخصنة.

الناس في رحلة الحياة، ليسوا معصومين من الخطأ، ولكن كلما أحسن المرء تعديل المسار، كلما زاد المجتمع أمالنا، وانتفعنا من تعدد الآراء، واختلاف المناهج ..، لكن هل يعني هذا استواء الآراء في تحقيق النفع؟

بطبيعة الحال، هناك أفكار، وتصورات تدفع لتطور المجتمعات، وتقدمها، وهناك آراء تقود لدمار المجتمعات، وتخلفها، وإنسان المجتمع كلما ارتقى، ووعى، أحسن التمييز، وانحاز للأصوب، واستحق التقدم، وإن أساء الاختيار دفع الثمن، ربما غالياً، ولكن..

وعي إنسان المجتمع يرتقي بالتدريج، وجل ما تستطيعه عمليات الإصلاح هي زيادة فرص التحول، والبلاغ المبين، ثم الزمن يأخذ دورته، والله غالب على أمره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى