الإنسان ودرجة المرونة: باص وتاكسي وقطار
تشير بعض الدراسات أن معظم الناس يغير مهنته في الحياة ربما ثلاث مرات، وربما تخرج في تخصص ثم دفعت به الحياة لتخصص بعيد وجد فيه ذاته…فماذا عن المدى القصير ؟
أيضًا هنا تفاجئك الحياة بأن ما تخطط له لم يأتي كما تريد ..فماذا إذن؟
بعض الناس يعتبر أن التخطيط واجب ولكن مفاجئات الطريق أيضًا متوقعة، وهو مستعد أن يغير مساره قليلاً ولكن في اتجاه الهدف، هو أشبه بالحافلة فرغم أن طريقها محدد ولكن ظروف الطرقات قد تفرض عليه بعض التحوير..
بعض الناس شديد المرونة فهو كسائق التاكسي يتجه للهدف ومستعد أن يغير الطريق والتعامل مع كل الظروف، فالمهم الوصول للهدف..
بعض الناس كالقطار لا يعرف إلا طريق واحد، فإن تعطل توقف كل شي…
التغيير غير المتوقع جزء من مسار الحياة، وهو عند بعض الناس عادي ومتوقع، وعند بعض الناس يتحول إلى توتر عالي ومؤلم وغضب يؤثر على جودة الحياة وسعادة الإنسان..
البعض يقول هذه ليست نهاية العالم، لنقارب الموضوع من زاوية ثانية وثالثة فالمهم بلوغ الهدف، وإن لم نبلغه قلنا: لعل الله أراد لنا ما هو خير منه، والبعض يعتبر كل حدث نهاية للعالم فهو هلوع جزوع!
حين نقرأ قصة نوح ومحاولاته مع قومه، أو صبر موسى على بني إسرائيل أو نبينا الكريم مع قومه في مكة وما حولها، نرى تلك الحقيقة أن توقعات الإنسان شي وما هو واقع شيء.
من المؤكد أن طباع الناس تختلف، فالبعض حليم صبور ومتأني، والبعض عجول مندفع غضوب، ولذلك تأثير كبير على ردود الأفعال اتجاه التغيير والواقع ولكن معرفة الإنسان لطبعه مظنة القدرة على التحسن، فإن شئت أن تحيا سعيدًا أكثر فتعود على مرونة التكيف مع التغيير، لأن سرعته تزداد ولو غضبت مع كل تغيير فستعيش حياة لا تنتهي توتراتها.
الخلاصة: اعتبر التغيير جزء من الحياة، تعش حياة أسعد، فأنت جزء من المعادلة ولست كل شئ فيها.