الاحترام
أحيانا نخلط بين أمور من الضروري فصلها عن بعضها: الكرامة الوجودية التأسيسية- احترام الشخص المحترم-احترام حق التعبير والاختلاف- عدم الإسفاف في التعبير-مصادرة رأي المختلف لأنه في موقف ضدي.
الكرامة الوجودية لمطلق الإنسان في الرحمة، والحرية، والعدالة، والاحترام…، هي الأصول الكبرى للتعايش الإنساني، وبدونها تولد شريعة الغاب.
الكرامة الوجودية للإنسان إهدارها هو إهدار حق أي فرد منا فيها، وشهادة عبور لمن شاء أن يمتهننا كبشر، وما من احد بمعزل عن الاستضعاف في لحظة ما، فتدور الدائرة عليه، ويسقى من ذات الكأس التي سقى غيره منها.
الاحترام بمعنى حق الإنسان في أن يعامل برقي حق أساسي …، أحيانا يهدره الإنسان نتاج عدم تعامله مع الغير برقي، وأحيانا يهدره الآخر لنزعة استعلاء، وتجبر.
احترام حق التعبير والاختلاف…، هو ضمانة شاملة للجميع…، فحين تقول: “لا أحترم حق التعبير، والاختلاف لزيد، فأنت تعطي زيد ذات الحق، دون أن تشعر …، وحينها تنسى أن ميزان القوة، الذي دعاك لذلك القول اليوم، سيكون عند غيرك غدا.
لكن ماذا عن الشخص الذي لا يستطيع التعبير عن رأيه إلا بالإسفاف…؟ هنا عدم الاحترام عارض لطريقة التعبير، لا لأصل حق التعبير، والاختلاف.
أخيرًا هناك الرأي المؤدب والمختلف كصدام الأيديولوجيات، والأديان، والآراء المتقابلة …، فحق المقابل في عرض رأيه، والدفاع عنه، واحترام ذلك الحق…، لا يتناقض مع اختلافنا ربما الجذري مع ذلك الرأي، ومدافعته، ورؤية نواقصه لكن …
لكن فكرة مصادرة المختلف، أو اغتيال حقه في التعبير، أو استخدام أدوات الترهيب، والاغتيال المعنوي …، كلها أسلحة قابلة أن تنقلب على ذات من يمارسها، ولو بعد حين…والأغرب!!!!
أن كثير ممن يمارس مصادرة الرأي، والاغتيال المعنوي للآخرين…، تُمارس عليه ذات الأساليب ممن هو أقوى منه ..، وهو يشتكي منها ليل نهار …، دون أن ينتبه لما يقوم به في حق غيره..