مقالات
البدايات المحرقة
الفارق بين طبيعة قراءة الكتاب التأسيسي، والكتاب التكميلي، هي الفارق بين المعرفة المنظمة، والمعرفة العشوائية.
الكتاب التأسيسي عادة كتاب مدخلي، يعرض سبب وجود العلم، ونشأته، ومسلماته، وهيكله، ومفاهيمه، وأهم أطروحاته، فهو يضع الأرضية التي ستقوم عليها بقية المعارف، وكلما كان محكما، كان البناء أصلب.
والقاعدة مع الكتاب المدخلي التأسيسي، هي بذل جهد مضاعف لإتقانه، ولا تجدي معه القراءة المسحية، على عكس الكتاب التكميلي …
لطالما مر بي شباب نابه، قرأ الكثير، ولكنه لم يجمع إلا القليل…، لأنه لم يدرك تلك الحقيقة الموضوعية، التي تفرق بين كتب التأسيس، وكتب التكميل.
البدايات المحرقة تؤذن بالنهايات المشرقة…، وبذل الجهد في البدايات، يجعل رحلة التعلم منتجة، والثمرة عقل مستوعب منظم.