البروبغندا.. التضليل الممنهج
إن عرض المعلومات بغرض التأثير على المتلقي بغض النظر عن أي اعتبار أخلاقي من الصدق، هو أحد وسائل الحروب منذ فجر التاريخ.
فهدف الحروب الظاهرة والخفية هو كسر إرادة الخصم وبث الوهن في صفوفه وإثارة البلبلة بين جماهيره، وتوجيه قيادته لاتخاذ القرارات الخاطئة.
والتلاعب بالمعلومات سواء المحكية أو البصرية، ذات المصادر الواضحة أو المصادر الموهومة أو الخفية، هو أساس لعبة التضليل الممنهج.
وزير الإعلام في حكومة هتلر مثالًا
وأشهر من نظّر لها كان جوبلز وزير الإعلام الألماني في حكومة هتلر، وأبرز من كتب عنها بالعربية د. عبد القادر حاتم وزير الإعلام المصري في الحقبة الناصرية في كتابه فن الدعاية، وهو فن ممتع للقراءة لأن أمثلته حاضرة في ما نشاهده ونسمعه من حولنا كل يوم.
فمصالح الدول والجماعات تترجم لإعلام موجه لنا نحن الجمهور لإعادة برمجتنا في اتجاهات معينة تخدم مصالح هذه الجهات.
” اكذب ثم اكذب ” فسيصدقك الجمهور
هكذا كانت نصيحة جوبلز، فالجمهور إذا تكرر على مسامعه الخبر من جهات عدو يقبله على أنه حقيقة، و أضاف جوبلز”لا تلق بالًا للطبقة المثقفة وركز على العامة” لأن الطبقة المثقفة إذا ارتفعت درجة العواطف في محيطها تصاب بالعدوى وتصبح كالعام.
ماذا عن العامة؟
“خاطب عواطفهم ودع عقولهم” هذه إحدى قواعد التضليل الممنهج أو البروباغاندا، فالعوام تحركهم العواطف، حكايات البطولة، الغضب، الكره، الانتقام، وتغيب عنهم الغايات والأهداف والمعقولية والمصداقية.
هل من دواء واق من تلك الأساليب المضللة؟
إن الحل أولًا بالوعي بهذه الأساليب ودراستها، وثانيًا بمراقبتها وهي تستخدم في وسائل الإعلام المختلفة.
الخلاصة: للنجاة من حبائل البروبغندا يجب أن تتعلم أساليبها، وانتبه حتى لا تنجرف مع تيار العواطف عند قدوم الأحداث.