التاريخ والمجتمع (أيام وأجيال)
العقل المجتمعي ينشأ بمسلمات معينة، وعليه تنشأ للتشبيه مكنة، تنتج الإجابات على قضايا الواقع، وهذه الإجابات إما أن تحل مشاكل الواقع، أو تفاقمها، وعليه إما أن يتقدم المجتمع، أو يتأخر مقارنة بالأمم الأخرى..
الناس عادة تغرق في مناقشة قضايا السطح، وتتصادم حول منتجات النظام، وهذا الغالب الأعم من الناس…، هو صراع غير مثمر، حيث هو ناتج المشكلة، وليس المشكلة
البعض يتجه للماكنة التي تولد الإجابات، ليسائلها، ويحاول إصلاحها بالتعديل هنا وهناك، لعله يستطيع أن يجيب على أسئلة الواقع، ويمضي العمر دون نتيجة، دون أن يكلف خاطره بسؤال العمق.
البعض يلتفت إلى أن مشكلة الماكنة، هي في مشكلة الهندسة الأولى التي أنشأتها ، فيفحص ذلك الجذر العميق المختفي، خلف ستارة القضايا، والمكنة وهي منطقة المسلمات الأولى، ليتأكد من وثوقيتها
الانتقال لمنطقة العمق لبحث الهندسة الأولى، لا يتم عادة في أي مجتمع إلا بعد شعور كتلة حرجة من المعنيين بعقم مناقشة قضايا السطح، وعقم محاولة إصلاح الماكنة ذاتها.
تلك هي معضلة أي حضارة آفلة…، هل تمتلك الجرأة للاعتراف، ومن ثم تبدأ عملية البحث، أم تبقى في منطقة القضايا إلى أبد الآبدين، حتى تستنزف كل عافيتها، وتخرج من التاريخ نهائياً.
الخلاصة: لا تلهينك قضايا السطح، ومحاولة أصلاح ماكنة أنتاج الأجابات عن عمق، وخطورة المسلمات التي آنتجت المكنة ابتداء.