التمييز بين الحقيقة وتفسيرها
سقوط الأجسام للأرض حقيقة لن يتجادل فيها اثنان، ولكن قبول تفسيرها على أنه الجاذبية أو نسبية آينشتاين أو غيرها هو قضية تفسير..فأين المشكلة؟
عندما نعتبر التفسير هو عين الواقع فنحن نرتكب مغالطة منطقية، ولكن ماذا إذا تجمعت شواهد كثيرة؟ ألا تكفي لاعتبار التطابق بين الواقع والتفسير؟
حياة الإنسان تقوم على اعتماد تجمّع الشواهد، وهذا يجعل الأمر أكثر تعقيدًا فيستسهل العقل فكرة التطابق ويجزم في محل الظن ولو كان ظنًا غالبًا.
كلما كبرت الدعوى احتاج الأمر إلى دليل مباشر، ففي جريمة القتل وجود الجثة وأداة الجريمة والدافع وما يربط المتهم بمكان الجريمة وتوقيتها مهم جدًا، بينما مجرد وجود حادث الموت والأدلة الظرفية لا يغني شيئًا.
والعمل التجاري يبدأ بظن مدعوم بدراسات الجدوى، وهي مبنية على ترجيح النجاح على الفشل، لكن الخلل يأتي من الانتقال المباشر من الحقيقة الملموسة لادعاء السببية دون وسيط من الأدلة التي تربط بين الواقعة والتفسير..
يمر عليك شخص يدعي أن طلبه رفض للعمل لأن المدير الذي قابله يكرهه، وأنت تعرف أن هذا المدير لا يعرفه اصلاً وليس له به سابق احتكاك…فالرفض حقيقة والتعليل خطأ..
الخلاصة: في العلاقات البشرية نحتاج أن نمايز بين الحقيقة وبين تفسير الحقيقة وتعليلها، وأن نوازن بين الادعاء ووزن الدليل حتى لا نظلم أو نُظلم.