مقالات

الجهاز المعرفي

سؤال الدولة …الديموقراطية…الحريات…الحوكمة…، كلها أسئلة بها آلاف الكتب بجميع اللغات…، والأهم أن تطبيقاتها حاضرة بمختلف درجاتها …، وهذه التطبيقات بإيجابياتها، وسلبياتها شاخصة، وكلها ليست أسرارا، بل واقعا معاشا…، فما هي الأشياء التي لازالت مربكة؟

في المنطقة العربية باستمرار، يبرز دور الإسلام كدين، وعلاقته بالدولة، والسياسة، وهناك طيف واسع من الإجابات بين من يرى دولة مثل داعش (الحرفية الماضوية)، ومن يرى دولة مثل: فرنسا (القطيعة)، وبينهما طيف من الرؤى، والمواءمات..

لكن بغض النظر عن شكل الدولة، وعلاقتها بالإسلام في بنيتها السياسية، هناك عقبات ثقافية كؤود كالنظرة للإنسان، وللحرية، وللعلاقة بالتطور الإنساني القيمي، والمعرفي، وهذا النوع من العقبات ليس جدلا نظريا، كما يتوهم البعض؟!

النظرة للإنسان، والحرية، والعدالة ليست مسائل نظرية مجردة، كما يتصور البعض، بل هي الفلاتر التي تمر منها قرارات صناعة المجتمعات، هي ما يصنع الفقر، والجهل، والمرض، والثورات، والحروب، وهي ما يقود للرفاهية، والعلم، والصحة، والاستقرار…

فالاشتباك مع الواقع، يعني معركة مع الآلة العقلية، التي تنتج قرارات الواقع، ومع الجهاز المعرفي، الذي تصدر عنه القرارات، فماذا يعني ذلك؟

ذلك يعني ببساطة أن أي مشروع واقعي، يحتاج أن يرسم مساراً لممهدات إصلاح البناء المعرفي المنتج للقرارات، وبعدها الفضاء ينفتح للاختيار من النماذج المطروحة، بما يلائم كل بيئة، ووفق معطياتها..

باختصار النماذج المتعلقة بالدولة، والمعروضة كثيرة، وحظيت بالتجريب في الغالب، اما الاختيار منها، فهو ابن ثقافة، وجهاز معرفي،  لم تتم معالجته عندنا بعد…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى