مقالات
الجهاز المعرفي
نظام التفكير: الجهاز المعرفي، عندما تتناقض مخرجاته، وتتصادم مقرراته، وتكثر اعتذارياته بحجة أن الواقع فرض هذا الانحراف…، ثم لا ينتبه أصحابه أن به عيبا جذريا، رغم آلاف الشواهد على عجزه، فماذا يحدث؟
يضطر أصحابه لتقديم اعتذارات عن سلوكهم المخالف لنظامهم الفكري، ولكنهم يعايرون غيرهم به، فيظهر ازدواج المعايير.
كلما زاد التناقض بين الجهاز المعرفي والواقع، برزت ظاهرة التجاوز (bypass ) من الأفراد إلى المؤسسات، إلى الدول، فلا ينتظر أحد الجهاز ليتم إصلاحه، فحركة الحياة سريعة، والانتظار هلاك.
الجهاز المعرفي المغلق مصمم لحماية نفسه ( الوثوقية)، وينتج أفرادا ليفكروا به، لا ليتفكروا فيه…، ومن هنا تصبح أزمته طويلة الأمد، وضريبته عالية.
والمشكلة ليست في صعوبة البديل، ولكن في أن نقطة الاعتراف بفداحة الخلل صعبة المنال، لكثافة ظاهرة الوثوقية.