الحماس المؤقت
العاصفة التي هبت في فرنسا هل هي مفاجئة فنستغربها؟ أم متوقعة منذ عقود، وخطها التصاعدي واضح للعيان، ولكننا أهملنا دراسة الواقع، والاستعداد للأسوأ؟
هناك قضايا مصيرية لا يمكن أن نغادرها بتناسيها، مثل قضايا المهاجرين، والبيئات المستقبلة لهم ..، فالأصل في الموضوع حدوث التنافر، ولو بعد حين، فاختلاف المنظومات القيمية، والسلوكيات، والتنافس على الأرزاق، يقود إلى الصدام لا محالة، إذا لم يتم استيعاب متطلبات هذا التداخل.
انظر للمهاجرين السوريين في لبنان، أو تركيا، والصوماليين في اليمن، أو الأفارقة في المغرب، أو الفلسطينيين في بلاد العرب، أو الروهنجيا في بنجلاديش ..، وراقب تطورات الحالة في تركيا..، ستشاهد صورة المستقبل الحاصل في فرنسا، مع بعض اختلاف سطحي.
السؤال: لماذا نتفاجأ في كل مرة بما هو قطعي الحدوث بالاستقراء …، لقد تحدث الكثيرون عن بيوت الحكمة، وعن ضرورة العمل الاستباقي، خاصة في المناطق التي لم يحدث فيها الصدام الحاد بعد، لعلنا نتجنب كوارث قادمة.
من السهل الاشتراك في العزاء، ومن الصعب ردم الحفرة التي نعرف أنها سبب الوفيات. الإجراءات التي تأتي مع الحوادث كردة فعل، تُبنى على حضور العاطفة والتوتر، وهما عنصران وقتيان، والإجراءات التي تأتي كاستراتيجية هي فعل عاقل مؤسس..، له الديمومة..، والتطوير..، ولطالما انتصر التدبير على الحماس المؤقت.