الخروج من هذا السيناريو
دفع المجتمعات البشرية للصدام، وإفساد السلام الاجتماعي عمل سهل، لأن عوامل تفعيله كثيرة، فكل ما يحتاجه شخص فاقد للعقل، أن يقوم بعمل أحمق، وقيادة لا تعرف خطورة الكلمات.
إذا قدرنا وجود أطراف من مصلحتها نقل العالم إلى صدام، فهي تعتمد على إشعال الفتيل، ثم ترك الباقي لسياسة الفعل، ورد الفعل، وبالتالي فكل هدوء سيتلوه توتر.
وكل توتر، سيجذب معه شرائح جديدة من المنخرطين في أعمال الكراهية المتبادلة.
وبالطبيعة سيخسر الجميع، ولكن الطرف الأضعف سيناله النصيب الأكبر من الغبن، والظلم، والأمم الأضعف ستكون مسرحاً للأعمال الخارجة عن السيطرة.
ولكن من هي تلك الجهة صاحبة المصلحة، التي سيتهمها الجميع بعد ذلك بالدمار الشامل الناتج عن هذا المسار، وما درجة مسؤولية الاطراف التي انخرطت في هذه الأجواء، ونفذت من غير وعي، ما تريده تلك الجهات ؟
لكن الخروج من هذا السيناريو (على اعتبار وجوده)، تقف أمامه عقبات كبرى، وتجعله واقعا في دائرة (الصعب)، لأنه سير عكس عواطف الجموع المستثارة …
تلك الصعوبة هي الجزء الأصعب في مهام الرسل، فأمام الحق دائما، تقف قوى الشر، وقوى الجموع التي تحركها العواطف، فلا مهمة الشيطان تتوقف، ولا مهمة الرسل تتوقف.