سلسلة الأنساق القرآنيةمقالات

القرآن كنسق

القرآن كتاب معجز ختمت به الرسالات السماوية، ولم يأتي لعرق أو لون أو منطقة، بل جاء للإنسان، كل الإنسان، يخاطبه من خلال كينونته كإنسان ويفترض وجود ذلك الحد الأدنى المؤهِل لتلقي الخطاب.

والقارئ للقرآن يلاحظ كثافة خطاب التأسيس للإنسان مقابل خطاب التكليف، أي: افعل ولا تفعل، فآيات الأحكام لا تشكل إلا نسبة بسيطة من مجمل القرآن .

فالقرآن في بنيته يعيد صياغة الإنسان تصورًا ووعيًا، أولاً ليصبح مؤهلاً لصياغة العمران ثانيًا، وليعانق الجنان ثالثًا.

وقد لقيت دائرة الأحكام عناية فاقت الحد، وأصبحت هي ما يستدعى عند ذكر كلمة الشريعة وتوراى القرآن بصورته الكلية عن دائرة الضوء بما اعتاده الناس من أسئلة الأحكام.

ثم جاء تقعيد العلوم فأصبحت قضية الإيمان – وهي أهم القضايا في القرآن – نقاشًا منطقيا باردًا في كتب العقائد، ومع كثرة التفريع نشأت علوم متفرقة ليس بينها نسيج ضام.

النسق القرآني هو دراسة منظمة تبتغي رؤية النسق الكلي، أولاً بمعنى رؤية النظام بمدخلاته وعملياته ومخرجاته ونظام التحكم ثم رؤية الأنظمة الفرعية التي تعمل متضامنة لتحقيق غايات القرآن وآلية وشروط فاعليته في حياة الانسان.

هو جهد بشري للتدبر والربط بين المتفرقات تحاول أن تخرج من اتجاه التبعيض إلى رحابة الكل وغناه وسنتناول في هذه الرحلة:

-نموذج :الانسان والعمران والجنان

– نموذج: الله جل جلاله في القرآن

– نموذج: الكون في القرآن

– نموذج الانسان في القرآن

– نموذج الامتحان

– نموذج العمل الصالح في القرآن

– نموذج النفس والشيطان

-نموذج العمران في القرآن

– نموذج التعايش

– أخرى

شيئًا فشيئًا سنرى كيف تترابط الأجزاء في كل له غاية، ومعنى أبعد بكثير من تلك السواتر التي أنشأتها ظاهرة الفصل والعزل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى