مقالات

 المتطرفون

قال لي: ” انظر ما يقوله المتطرفون عند تلك الأمة!”، قلت: “المتطرفون، ودعاة العنف موجودون في كل الملل، والنحل تلك حقيقة موضوعية …فماذا بعد؟”

وكل المتطرفين يجعلون من وجود متطرفين في الأمم الأخرى حجة لمشابهتهم، واستنفار عامة الناس ليتبنوا التطرف تصورا للحياة.

هكذا تولد نظرية تجعل مجرد وجود قلة متطرفة في أمة ما، إدانة كاملة لكل من ينتمي لكل تلك الأمة.

هذه التصورات الحدية قابلة أن تعدي حتى العقلاء من الناس، لأنها تلعب على وتر الخوف، واستشعار براءة الذات، في مقابل تجريم المقابل، بدون تمييز.

ومع وجود من هم في دائرة التعقل، ونقلهم ذات التصورات، تتسع دائرة التطرف في كل أمة، فهي كالثقوب السوداء التي تجذب المزيد لها باستمرار…، ولابد من بحث عن مسار أرحم ببني الإنسان.

أول الطريق معرفة النفق الذي يقودنا التطرف إليه في كل الأمم، وأن الوعي هو أول خطوات الحل، وأن المسؤولية تقع على كل عاقل يدرك المآلات على حدته.

ثانيها: أن نثق بأن غالبية البشر في كل أمم الأرض هم أمثالنا، لا يضمرون شراً ببقية الخلق، وأن دوائر تطرفهم تستهدفهم، كما تستهدفنا دوائر تطرفنا

ثالثها: معرفة أن أساليب الشر، وانتشاره تتغذى بغياب الذين يأمرون بالقسط من الناس، وهم الذين عليهم المعول بأمر الله باستنقاذ البشرية من الفساد، وسفك الدماء.

ومع كل ذلك فعلى كل أمة أن تعمل على الإعداد الأقصى، حتى لا تغتالها يوماً إحدى دوائر الشر، التي يمكن أن تظهر في أي منعطف.

أخيرا إن الذي أمر بإقامة السلم الكوني، والرحمة بالعالمين، هو من أمر بالإعداد الأقصى، فهما وجهان لعملة واحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى