مقالات

المراجعات الفكرية


الفكر هو اشتغال العقل البشري على شيء ما  سواء كان ماديًا أو مجردًا، سعياً منه وراء المنطق الكامن وراءه.
وتختلف نظرتنا للأشياء والأحداث من شخص لآخر، فلكل منا وجهة نظره الخاصة ووصفه المختلف للأمور.
فالحقيقة موضوعية، لكن فهمنا لها ذاتي، ونحن من نضفي عليها المعنى.
وما اختلاف البشر إلا ناتج عن اختلاف عقولهم، فكلما ازداد وعينا بهذه الحقيقة، انفتحنا على الاختلاف وعلى تطورنا الذاتي، وأعدنا النظر في أفكارنا وفهمنا للعالم.

فائدة التجربة
كل معرفة جديدة تغير من وعينا وتغير من تصوراتنا، وكل تجربة حين نتفكر فيها تمنحنا أفكارًا جديدة ورؤية جديدة للعالم.

فالعدل واحد ولكن تجلياته في كل عصر ترتبط برصيد الأفكار التي يحملها المجتمع، فكلما زاد رصيد الفكر زاد رصيد تطبيقات العدل وإحكام خطواته.. وهذا ينطبق على كل شيء. 

الخبرات السالبة

على الرغم من تميز الإنسان بقدرة فائقة على التعلم منحه الله إياها، يواجه خطر تعطيل هذه القدرة إن لم يُراعِ الابتلاءات التي يتعرض لها.

بعبارة أخرى، إنّ تجاهل دروس الخبرات السلبية، سواءً بالإنكار أو التبرير، أو الشعور بالكمال المعرفي، فهذا يعيق عملية التعلم ويغلق أبواب المعرفة والتطور.

فالإنسان المتعلم الحقيقي هو من ينهل من تجاربه، إيجابية كانت أم سلبية، ويستخدمها كمنصات للارتقاء بنفسه وتطوير مهاراته.


تتوالى الإخفاقات دون أن تُحدث صدىً من التقييم والتغيير، شأنها شأن الأيديولوجيات المُغلقة.
ففي الاتحاد السوفييتي سابقًا، لم يكن تدهور الأوضاع خافيًا على أحد، إلا أن الأيديولوجيا المتصلبة حالت دون إجراء مراجعات جذرية، وهو ما يتكرر في مختلف بقاع العالم.

الخلاصة: مصائر الأمم مرهونة بقدرتها على التفكر والمراجعة، ليس لقضايا السطح فقط ولكن الوصول إلى قضايا العمق، وكل أمة تفقد تلك القدرة تفقد حقها في التقدم والنصر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى