مقالات

جيل Z: تحديات وفرص

تشكل غفلة القيادات عن جيل الشباب تحت سن 25، المعروف بجيل Z، أزمة متنامية في المجتمعات المعاصرة. هذا الجيل يحمل أحلامًا وثقافة مختلفة عما اعتادت عليه الأجيال السابقة، مما يجعل التعامل معه تحديًا حقيقيًا. يمكن ملاحظة تأثيره بوضوح في تركيا اليوم، كما هو الحال في أمريكا، وأوروبا، والعالم العربي والإسلامي.

يتميز هذا الجيل بسمات خاصة، فهو جيل الإنترنت والعواطف، يتمتع بقدرة فائقة على التواصل والابتكار، لكنه في المقابل يعاني من قلة المعرفة الصلبة. تسيطر على مخيلته ألعاب محاكاة الواقع، التي تصوغ أحلامه وتغمرها بالعنف ومفارقة الحقيقة، مما يجعله أكثر انغماسًا في العوالم الافتراضية.

كما أن الاستهلاك، طلب المتعة، وقلة الصبر، هي من الصفات الغالبة على هذا الجيل. لكنه في النهاية ليس جيلًا ناقصًا أو فاشلًا، بل هو انعكاس لطبيعة العصر ومتغيراته. المشكلة الحقيقية تكمن في أننا، كأجيال سابقة، غالبًا لا نصل إليه بخطابنا، إذ لا تزال طرق التواصل التقليدية عاجزة عن اختراق عالمه الرقمي السريع.

لذلك، تحتاج قيادات الدول والمجتمعات إلى البحث عن خبراء قادرين على بناء جسور التواصل مع هذا الجيل، من خلال أدوات وأساليب تتناسب مع طريقة تفكيره ونمط حياته. فهذا الجيل يحمل إمكانات هائلة للبناء، لكنه قد يتحول، دون قصد، إلى أداة هدم إذا لم يُحسن التعامل معه وتوجيهه نحو المسار الصحيح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى