مقالات

حراك وتجارب (الحركات الإسلامية)

طارق البشري والاغتيال الناعم…، توفي علم من أعلام العصر المستشار: طارق البشري، وقد التقيته في حوار طويل في منزله منذ سنوات في القاهرة، ويمكن أن يتحدث المرء طويلا عن ما سمعه، وقرأه، ولمسه من المستشار من فضل ورفعة … ولكن سأتحدث عن جانب آخر، وهو الاغتيال للكبار!

الاغتيال أنواع … اغتيال مادي، واغتيال معنوي… والاغتيال المعنوي نوعان: أولهما: الاغتيال الخشن كما حدث في مجزرة العمالقة: رفاعة الطهطاوي وجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده والكواكبي، وأضرابهم، حيث ألصقت بهم كل التهم … وبقي الاغتيال الناعم، وهو الأشد مرارة؟!

الاغتيال الناعم هو تمجيد الشخص، وإهمال مشروعه.. والمستشار البشري نموذج حي … فالمستشار كان قلبا وقالبا يريد أن يؤسس لتحول جذري، ينهي الاستقطابات لصالح ما أسماه ” الجماعة الوطنية” …

كان يقلب في دفاتر التاريخ المصري عن تلك اللحظات التي تجلى فيها التيار الوطني الحاضن لجميع المكونات…، وقد قرأت ماكتب..، وأحسبه باستخدامه المصطلحين حدد اتجاه البوصلة…، ولكن تفصيلات صناعة التيار بقيت غامضة، فماذ بعد؟

عندما انشغل الناس بمناقب الرجل وتدينه وتواضعه ووطنيته…، وتُرك مشروعه وحلمه الذي عاش له..، ذلك هو الاغتيال الناعم..

بهذا المعنى، القوى السياسية التي خاطبها… كم في خطابها من جوامع وطنية…؟ وكم في خطابها من خصم للجامع الوطني..؟ تقترب وتبتعد عن مشروع المستشار البشري..

محبو المستشار الذين آمنوا بمشروعه، يحتاجون أن يستنقذوا مشروعه، وأن يفطموا النفس عن التوسع في تعداد المناقب، وهي مستحقة له…، ولكن ما عاش له الرجل أولى بالاهتمام…

البشري بهذا المعنى عنوان مشروع لمّا يكتمل، ويحتاج لأبطال، ولوعي مكافئ له… فلا يغتال الرجل مرتين حيا وميتاً!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى