خذ علمًا يدوم
نديم الجسر كتب ” قصة الإيمان”، وهي تصور شابا مشبعا بالشكوك ..، يرفض الإجابات غير المقنعة من مدرسته، ويسافر بعيدا بحثا عن الإجابات …، فيصل إلى شيخ والده الذي اعتزل الحياة، ليطرح عليه أسئلته ..، واشترط الشيخ عليه أمرا عجيبا!
قال الشيخ: احضر دفاترك، وأقلامك، وسأبدأ معك من الصفر في قصة الفلسفة، بشرط أن لا تقفز من مرحلة، لم ننها إلى ما بعدها…، قبِل الشاب بالشرط …، وبدأ الشيخ بالحديث عن طاليس..، وأوهام الأوائل …، هكذا بدأت رحلة القراءة..، فماذا حدث؟
صبر الطالب، وأستاذه يستعرض تطورات الأفكار، متنقلا من إشكال لآخر، ولكن روح الشباب طغت، قال الشاب لأستاذه: “هل يمكن أن نتجاوز كل هؤلاء، ونصل للأواخر من أمثال: هيوم، وكانت…”، ورفع الأستاذ حاجبيه مبتسماً.
قال الأستاذ: أعلم رغبتك في النهايات، ولكن شرطي عليك لم يكن لتعجيزك، ولكني أعلم أني لو شرحت الأواخر، لأعدتني للأوائل…، ولن تستقر لك معرفة…، تلك خبرة الحياة ..، فإن صبرت نلت الإجابة، وأن استعجلت فقدت الخيط الناظم، ولم تقف على أرض.
الخلاصة: هناك معارف لا تستقر إلا بمقدماتها، ومن فقد الخيط الناظم لم يسلم له تفكير…، اصبر على المقدمات، وخذ علما يدوم…