رعاية المبدعين
رعاية المبدعين فن تعرف أهميته الأمم المتقدمة، وتعرف ضرورته لمستقبلها، وتفرط فيه الأمم المتخلفة، لأنها تفتقد إرادة التقدم، وبالتالي تفرط في عناصر إنتاجه، ولكن ليس هذا هو المهم قوله في هذا الموضوع! حين ننزل لمستوى قوى المجتمع التي تريد استنقاذ المجتمعات، وهي قوى واسعة تتمثل في أفراد، وفي منظمات وأحزاب، وفي قدرات تمويلية، وقدرات تنظيمية نلحظ ظاهرة التفريط في المبدعين !
الإبداع ظاهرة لها جوانب متعددة فهي بطبيعتها خروج عن مألوف سابق، هي تمرد من نوع ما، وأمام أي وضعية ساكنة طريقان إما: احتضان الإبداع، وترشيده أو خنقه وتقييده. واحتضان الإبداع وترشيده جهد ومعاناة في فهم الجديد أولاً، ومن بعدها معرفة الإمكانات التي يفتحها في حالة إدراك أهميته، ومن بعدها معرفة درجة التغيير التي يتطلبها، وأخيرًا إدارة الكيفيات والبعديات ! ولكن لماذا تتم عملية خنق الإبداع كخيار رغم بيان ضرورته؟ إذ ربما تخنقه حكومة أو مجتمع أو حزب، وربما يخنقه تنظيم، أو تخنقه مؤسسة، وربما يخنقه فرد مبدع آخر!
إن أسباب الخوف من الإبداع متعددة:
١-الخوف على القديم
٢-الخوف على المغانم التي يوفرها القديم
٣-الرغبة في التفرد والدوافع النفسية
الإبداع والمبدعون قلة في كل مجتمع، وهم عملة هشة يمكن أن يسحقهم مطلب العيش وتأمين الرزق، وليس فقط قوة القهر الجماعي والسلطوي والغيرة الفردية، لكل تلك العوامل تأتي رعاية القلة المبدعة وحمايتها والأخذ بيدها بقدر المستطاع في أولويات أي نهضة، وهي مهمة فردية لمن استطاع قبل أن تكون مهمة تلقى على المؤسسات والمنظمات والمجتمع والدولة، هي مهمة فردية، بمعنى أن من استطاع رعاية مبدع، واحتضانه ودعمه وإخراجه من ضغوط الحاجة، ومتطلبات العيش، فهو شريك في البعث المرتقب، والحلم القادم باذن الله.