مقالات

سجن المعرفة

هل هناك “سجن للمعرفة”؟ في رحلة الحياة تكتشف أن نوعًا من المعارف صمم ليكون سجنًا ناعمًا، يجعلك تحرس أسواره، وتراقب أي سجين، لربما يتسلل إلى خارجه، هذا النوع من المعرفة، أصحابه مشغولون بعمل التحصينات طوال الوقت.

في داخل هذا النوع من السجون، كل سؤال يعد جريمة، ولكل سؤال إجابة واحدة مصممة سلفًا، وعلى كل سجين أن يحفظها، ويكررها، ولربما يختبر فيها لمعرفة نواياه الدفينة. في هذا النوع من السجون: المعارف منتهية، وسقوفها تحددت، وما على الإنسان إلا حفظ تلك القوالب، ومن المجرّم التساؤل عن صوابيتها.

هذه السجون يدخلها الأذكياء، ولربما أصبحوا سجانين فيها، إلى أن يدعوهم شغف المعرفة إلى فتح نوافذ في جدرانها، عندها يعرفون عمق الأزمة، ويدفعون ثمنًا ليس باليسير، في محاولة الخروج من تلك الأسوار الصماء.

لا زالت تلك السجون قائمة، والمزيد منها يتم بناؤه، والمتهدم منها تتم محاولة ترميمه، ولكن العصر بوسائله أصبح هو الخطر الأكبر على السجن، والسجانين، لأن السجين لا يعدم أن يجد هاتفًا نقالاً، وشاشة يطل بها على العالم، وعندها يدخل عصر التمرد، والبحث والسؤال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى