مقالات

صاحب العاطفة الجارفة

من الصعب جدا عقلنة من طبيعته شدة العاطفة..، ومن الخطر مجاراته.

صاحب العاطفة الجارفة لا تعنيه الحقيقة، ولا تقدير العواقب ..، فهو مشغول بتفريغ تلك الطاقة..، وليكن ما يكون.

ظواهر التفريغ العاطفي تستحق الدراسة، فهي ملازمة للطبيعة البشرية، وما ظواهر شغب الملاعب، وتحطيم المرافق العامة من جماهير الأندية عنا ببعيد.

العواطف التي تخرج عن السيطرة، عندما تكون سلوكا جماهيريا نواتها المتعصبون، ولكنها تجذب إليها عقلاء في لحظة أوجها، بسبب ما أطلق عليه البعض “عدوى القطيع”.

و”عدوى القطيع”، هو ما تراهن عليه الدعاية السياسية، حين تركز على أبسط غرائز الإنسان، وهي الحب والكره، وقدرتهما على الحشد والجذب.

حين نصح هتلر وزير إعلامه جوبلز قائلا: “ركز على العوام، واترك عنك المثقفين”، سأله جوبلز عن السبب، فأجاب هتلر:”المثقفون عند الأزمات، ينقلبون إلى عوام”، بفعل العدوى.

يبقى السؤال الكبير: ما هو الحل لمثل هذه الوضعية؟ وما هي مرتكزات السلامة؟ ولو النسبية من ذلك الانجراف الأعمى؟

أول مرتكزات السلامة، هو الوعي بالظاهرة ذاتها، وطبيعتها المعدية، وبالتالي أخذ مسافة، واحتراز.

وثانيها: عدم مصادمتها أوقات الذروة، إذ أن طبيعتها تدميرية.

وثالثها ترشيدها الجزئي ما أمكن.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى