مقالات

صعود اليمين المتطرف

اليمن واليسار لفظان قادمان من الثورة الفرنسية، حيث انقسم أعضاء الجمعية الوطنية إلى فريقين، فريق مؤيد للملك جلس إلى يمينه، وفريق معارض للملك جلس إلى يساره.

ومن هنا أصبحت كلمة اليمين تعني المحافظة على التقاليد والموروث، واليسار هو طلبٌ على التغيير والتحديث.

ما هو اليمين المتطرف؟

اليمين المتطرف هو مجموعات تتبنى آراء حدية وتطالب بتطبيقها بالقوة والقسر والسلاح على المخالفين. 

فالنازية والفاشية والهندوسية المتطرفة والمسيحية المتطرفة واليهودية والشيوعية المتطرفة والإسلامية المتطرفة كلها ذات نزعات عنفية وتندرج تحت هذا التصنيف، رغم ما بينها من فوارق.

وبطبيعة الحال ليس منها من يصنف نفسه متطرف فكلها تدّعي الاعتدال.

متى يصعد نجم نزعات التطرف والعنف؟

عند الإخفاقات العسكرية أو الاقتصادية الكبرى يبرز اليمين المتطرف طارحًا ذاته باعتباره الحل، وأن سبب النكسات هو الابتعاد عن الأصول والتقاليد، وأن المخالفين هم السبب في ذلك الانحراف، وبالتالي يشرعن العنف ضدهم.
  يستهدف اليمين المتطرف أضعف الحلقات في المجتمع كالأقليات العرقية والدينية ويحرض عليها، ويستعين بأدوات الدولة لممارسة مزيد من العنف والإقصاء.

إذًا بهذا المعنى لا يوجد مجتمع يخلو من اليمين المتطرف سواء ظهر أو اختفى، فاختفاؤه لا يعني زواله، إذ من السهل عودته عند بروز الظروف سالفة الذكر.

أوروبا والمنطقة العربية

المجتمعات التي عانت منه كأوروبا تعلم بوجوده، لكنها أنشأت شبكة أمان ثقافية وحقوقية تعمل على وقف توغله، ووجدت في أرصدة المآسي التي سببها دليلًا عمليًا على عقم أطروحاته وخطرها.

منطقتنا أيضًا مشبعة بروح الإحباط والانكسارات مما جعلها أرضًا خصبة لذات الأفكار، وذهب ضحيتها مئات الألوف من الشباب والبشر، لكننا نفتقد لآلية الاعتبار ولشبكة الأمان الثقافية، ما يجعل الظاهرة تعاود الظهور كل مرة.

الخلاصة: النزعة اليمينية المتطرفة واليسارية المتطرفة كلاهما موجودتان في كل مجتمع إنساني، وبدون آلية الاعتبار وشبكة الأمان الثقافية فالخطر لا يزول.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى