مقالات

عجز يلبس ثياب الرفض

لقد سجل أصحاب العصور الماضية أمجاداً، تبقى ملهمة للأجيال الجديدة، ذلك حق لا يماري فيه عاقل.

أما سبب إنجازاتهم فهو فهمهم لعصرهم، ومتطلباته فهما عميقا، أهلهم لسيادة عصورهم.

والعودة لهم لاستلهام مبدأ مكافأة العصر بفهمه، والتفوق فيه، يختلف جذريا عن منهج العودة لهم لاستجلاب منتجات تلك العصور، ومحاولة إعادة تدويرها.

إن الحجة التي يختفي خلفها العجز، أننا مختلفون، ونحتاج لإجابات مختلفة عما أنجزه العصر الذي نعيشه، ومن أمم أخرى، وهذا حق مشروع ..، ولكن..؟

حق الاختلاف يعني شجاعة الاعتراف أن هناك مسافة شاسعة بين رفض ما أنتجه العصر، وبين التفوق وإنتاج المختلف الفعال من الحلول.

هذه الفجوة بين الرفض، والتفوق، والإتيان بالجديد..، فجوة عنوانها “الاستيعاب”، واستيعاب العصر يحتاج إلى جهد جبار، وعمل لا يكل، ولا يمل، حتى نصل نقطة إلى نقطة التوازن، ثم الإبداع..، ولكن البعض يفضل الحل السهل.

الحل السهل الذي تم الترويج له، وبكثافة أن الحل هو تقليب منتجات عقول جبارة، ولكنها لم تعرف عصرنا، ولم تتخيله قط، وطلب الإجابة…، التي لا تحتاج إلا لاستنساخ جمل، أو فقرات، ثم العودة بالبشرى.

إنه هروب من استحقاقات الحاضر باسم الأصالة، وتحميل الماضي أكثر مما يتحمل، ولعمري إنه مظهر عجز يلبس ثياب الرفض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى