مقالات

في الخير (الأخلاق)

تطهير الباطن هو أشق عمل يقوم به الإنسان، فالنفس الإنسانية بتلوناتها تصنع دفاعاتها، وسواترها، لتقنع صاحبها بتبرير أفعاله..، تجد له المخارج من تناقضاته..، تزين له كل سلوك..، إنها معركة المعارك.

الإدارة الحقيقية هي إدارة الذات ورقابة أعمالها..، ولكن الذات تصرفنا لمهمة مراقبة الآخرين ..، إنها آلية من آليات الذات للتخلص من الرقابة، وتوجيهها للخارج.

الإنسان المشغول بالآخرين، تكثر معاركه في صغائر الأمور…، يستنزف وقته، ووقت الآخرين ..، ولكنه يعجز عن التوقف، فتلك النفس التي تحركه، تمنع وعيه بخطأ المسار..

وفي تلبيس النفس على الإنسان..، ومع وجود دواعي المراجعة، والتوقف، والناصحين، لكن قطار الأخطاء يستمر، حتى يبلغ مداه، وتحين لحظة دفع الفواتير…

حين تستعرض شريط الحياة، ترى تلك الظاهرة، وأنت تصارعها في نفسك، وتراها، وهي تحدث من حولك في الإدارة والمؤسسات في العمل الخاص، والعام، في الإدارة العليا والسفلى، في الدول والحكومات..، إنها انفلات الذات من قيد المعقولية، لتصبح أداة تدمير.

كم من قطار تراه يسير في منحدر من غير فرامل، وتتمنى أن توقفه، تصرخ بالسائق، وتنبه الركاب، ولكنك تعلم أنه بالغ القاع..، لأنك رأيت ذلك من قبل، وكيف يتكرر.

إنها ظاهرة تلفتك لذاتك، وتجعلك أقدر على الاستماع للناصحين، فربما كنت ذلك الشخص، الذي يسوق القطار، ولم تلتفت للناصحين.

منطق الوصاية..، يتلبس بمنطق المناصحة..، والمناصحة خير في حدود آدابها…، أما الوصاية فهي تدّخل في أعمال الآخرين..، ومناكفة دائمة..، فالآخرين يكرهون منطق الوصاية، ويعاندونها..، ومن تلبسته مهمة الوصاية لا يتوقف..، تتسمم الأجواء..، وتصل العلاقات إلى حتفها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى