مقالات

لماذا لا تحدث المعجزة؟

الكون كله معجزات أو آيات من الذرة إلى المجرة، وهو يسير وفق قوانين لو اختلت انهار كل هذا العالم، فاصطدام الكواكب ينتج عنه دمار أشبه بالقنابل الذرية في تأثيره على أهل الأرض…لكن هل ذلك ما نتكلم عنه؟

المعجزة التي ينتظرها الناس هي عكس النظام الكوني، حدث خارج سياقات القوانين المطردة عبر عنه الفيلسوف رسل تعبيرًا طريفًا حين قال: ” سقوط شخص من على جسر لندن الشاهق إلى النهر ونجاته ليس معجزة، ولكن المعجزة هو اصطدامه بالماء وعودته لأعلى الجسر سليمًا سيكون معجزة..

المعجزة المقصودة هي ما لا تفسير له داخل سياقات المعارف الإنسانية وقوانين الفيزياء، كخروج ناقة من الصخر أو انفلاق البحر أو ارتفاع جبل فوق الرؤوس …

هكذا نوع من المعجزات لماذا لا يتكرر اليوم…لماذا لا نراه؟

أظن أن البشرية مع خاتم الرسل أصبحت تحت منطق النضج والمسئولية… وإن خرق القوانين يخل بنظام الكون ويخل بالمسئولية عن العمل: ( ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب..) أي تقصير تتلوه عواقبه…لكن إذن ما الفرق بين المؤمن وغير المؤمن؟

الزاد النفسي الذي يمده الإيمان للإنسان المؤمن، فيضاعف صبره والوعي الذي يخلقه في نفسه بسنن الكون وطاقة الفعل الذي يرجو به ثواب الآخرة، وطاقة المراغمة في سبيل الله هي حصائد الإيمان …ومنها الهداية للقرار الصائب عند التحصن بالشورى…

انتظار المعجزات دون إعمال العقل وآليات الشورى وحسن التخطيط والتنفيذ والمراجعة هي وصفة إنسان انتظار العاجز…وهو لا يستحق المكافأة قطعًا..

الخلاصة:

(والعصر إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر). تلك وصفة النجاح !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى