ما رأيك؟
المسائل التي تختلف فيها وجهات النظر كثيرة والبشر ليسوا متساوين لا في العقول ولا المعرفة ولا هدوء الطبع …
ناهيك عن ما هو قلبي وعاطفي…
حين تشتعل العواطف كناتج للحوادث، قلما يسلم إنسان من عواقبها سواء كان داخل الحدث أو على ضفافه او حتى بعيدًا عنه…
والناس مع اشتعال الحوادث أصناف:
- صنف يبحث عن رأي يشفي غليله ويجاريه في موجة العواطف، وهذا شأن غالب البشر سواء في الشأن الشخصي أو العام
- صنف يبحث عن رأي عاقل يتشارك فيها لاستبانة الحقيقة وتكوين موقف متوازن
- وصنف يسأل لا للبحث عن وجهة نظر أخرى، ولكن في معرض نزاع مع الغير!
خبرات الحياة تقول :
- الصنف الأول: لن يستفيد مما تقول وهو بحالته تلك، فأذنه لا تطرب إلا لمن يجاريه..
- الصنف الثاني: أعطه الاهتمام الأكبر وتشارك معه في الرأي فهو درة ثمينة
- أما من كان في معرض نزاع فسؤاله لك: ( ما رأيك؟)، غالبا ليس طلبًا لرأي إنما صياغة غاضبة تستبطن: ( لا يوجد رأي آخر)
لكن ما فائدة مثل هذا الكلام …من الرشد أن توفر طاقتك وجهدك فلا تصرفها مع الصنف الأول والأخير…لأنك تحرث في أرض لحظتها غير صالحة للزرع…لكن!
لكن ماذا إن كان لك رأي مختلف تريد طرحه ابتداء…نصيحتي اطرحه ولا تشتبك، ودع الأيام تختبره، فإما أن يثبت أو ينتفي أو يقبل التعديل…فيسلم لك وقتك وصفاء نفسك..
الزمن أحيانًا يعلم الناس بالعواقب بعد انتهاء الأحداث …وتلك مدرسة البشرية الكبرى إن وجد العقل وزالت غمامة العواطف أمام محكات الواقع…وكلنا جزء من مدرسة الحياة.
الخلاصة: تعلم المعارك التي يجب أن لا تخوضها أولًا..أو التي لا يناسبها المكان أو الظرف..فرب معركة تكسبها اليوم تكتيكيًا تكتشف أنها خسارة إستراتيجية … تلك هي الحياة.
كسب القلوب مقدم على كسب المواقف …غالباً…