مقالات

مخاوف التغيير

الإنسان بطبيعته أو بسبب عوامل البيئة يحب الاستقرار ويخاف من التغيير، والخوف من التغيير لا يوقف مسار التغيير لأنه مستبطن في حركة الزمن والأحداث التي لا تتوقف…

لكن لماذا الحديث عن التغيير؟

الحديث عن التعامل مع التغير ضرورة لأمرين، الأول أن وتيرة التغيير غير المدروس تتزايد باستمرار، والثانية أن الأزمة المعرفية عندنا وصلت للطريق المسدود.  فنحن منذ قرن ونيف نتساءل عن سر تخلفنا وتقدم غيرنا وندور في حلقة مفرغة، فإما أن نطالب بالتجديد، ثم نتصارع على التجديد وندور في مناقشات لفظية، أو نقول أنه ليس لدينا مشكلة، وأن المشكلة في الآخر ونحن الحل، وبين هذين المزدوجين نحن عالقون، فلا نحن جددنا ولا قدمنا الحل.

العالم لا ينتظر ونحن عالقون والفجوة تتسع بين من يتحرك ومن هو عالق!

وبدون إدراك هذا الانسداد الذي نعيشه، وإزالة عوامل هذه المقاومة والتسويف التي تمنع أي طرح جديد وتعجز عن تقديم أي بديل، ففرص الخروج من المأزق تبدو ضئيلة، ونحن أمام خيارين إما أن نفتح الأفق والعقول لأطروحات الجديدة ونوجد معايير محاكمتها، لا لإسقاطها ولكن لتنميتها والبناء عليها، وإما أن نعلق في التاريخ قرنا آخر أو قرونا أخرى، والحقيقة أننا أمام تحدي وجودي، إما أن نعود للفاعلية الحضارية أو أن مستبدل وليس هناك خيار آخر

 (لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر)، فإما أن نسير للأمام أو نبقى عالقين ويحكم علينا بالتخلف الأبدي، نظرًا لزيادة عبء التغيير على كل جيل قادم وياله من عبء.

الخلاصة: المخاوف من التغير في معالجة الأزمة الحضارية ومحاولة وقفه لا توقفه، ولكن تأتي بانفجار لا نتحكم في مخرجاته.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى