مكارم الأخلاق
ليكون العالم أفضل، وأكثر أمانا، وأرحب لساكنيه نحتاج لأفضل الأخلاق..، ليس صعبا فهم ذلك.
الدين جعل البعثة مرتبطة بإتمام مكارم الأخلاق: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)..، ذلك مفهوم أيضاً.. لكن!
الدين والدنيا معا يناديان الإنسان ليكدح، ليرتقي بالأخلاق من الابتسامة على الوجه، إلى الإتقان في العمل، ومن الكلمة الطيبة إلى الأفعال الطيبة.
الأخلاق الحسنة مسار كدح مستمر، فهي صراع داخلي بين الإنسان وذاته..، هي عمل دائم على ردم الفجوة بين ما هو كائن، وما ينبغي أن يكون.
فالعالم الأفضل هو ثمرة وجود إنسان أفضل.
حين تكون من الساعين لإنتاج ذاتك الأفضل، تكون قد دخلت مشروعا كونيا عملاقا دون أن تشعر.
لكن ماذا إذا كان معظم من نقابلهم في هذا العالم، ليسوا من الساعين لعالم أفضل، وخلق أفضل؟
حينها تعرف إن كنت من أصحاب المشاريع أم (إمعة: أنا معه)، عندها تعرف أن مجرد تفكيرك في عالم أفضل، وسعيك مع ذاتك ليس بالمقدمة اليسيرة..
تلك هي نقطة المسؤولية الفردية، ومنها يبدأ صلاح العالم أو فساده..، عندما يكون الصلاح مبدأ للعمل اليومي، وفكرة لا تفارق النفس.
تلك نقطة الوسع الأولى، والتي حين نهملها، تضيع بقية الخيوط: (وكلكم آتيه يوم القيامة فردا).