ولا زالت الحياة مستمرة
المبالغة في التقدير، والإسراف في العبارات، هو جزء من المغالطات المنطقية، قد يكون جميلا في الأدب أحيانا، وأحيانا كجزء من تأليب الرأي العام والحشد ..، ولكن بمعيار التفكير النقدي هو مجاوزة للحقيقة، ونوع من المغالطة، يطلق عليه البعض “توسعة الادعاء”، فما امثلته؟
يقول لك شخص، أو يكتب: (لو سكتنا عن الموضوع الفلاني فسينهار المجتمع…)، والحقيقة أن المجتمع لن ينهار بهذه السهولة، فهناك العشرات من القضايا الأخطر تمر …، طبعا المبالغة تتم للتحشيد.
يقول آخر: ( يجب أن لا نسمح مطلقا بمثل هذا القول أن يصل إلى مجتمعاتنا)، لكن كيف لن يصل مطلقا، والعالم كله مفتوح على بعضه كما لم يحدث في أي عصر سابق…
يقول آخر: (العالم يستهدفنا، والكل يتآمر علينا…)، بطبيعة الحال لا يصحو كل فرد في العالم، وينام على صورتنا…، ولكن التحشيد يحتاج إلى تضخيم التحديات…
يقول آخر: (لو وصلت الأفكار …إلينا فلن تقوم لنا قائمة)، والحقيقة أن الأفكار وصلت، وتبناها البعض، ورفضها البعض، ولا زالت الحياة مستمرة..
المبالغة طبيعية في البشر، ونمط من التعبير الأدبي …، لكنها لا تصلح في مقام الحجة، والبرهان لأنها تسقط عند أول اختبار