مقالات الدكتور جاسم سلطان

الأخذ بالأسباب وتفسير الكوارث البيئية | بين العلم والدين

زلازل في تركيا في ايران في باكستان جفاف ومجاعات في افريقيا سيول في السعودية جفاف انهار و. تصحر زاحف وفي الغرب نيران تلتهم الغابات وتزحف على المدن واعاصير تبتلع ما يأتي في مسارها وانفجار البراكين كل ذلك ولم
نتحدث عن كوارث الانسان بأخيه الانسان

: التفسيرات المقدمة
أ- بين العلم والدين

  • هي ظواهر ناتجة عن التغير المناخي، والعلماء طوال الوقت ينبهون لها.
  • هذه علامات يوم القيامة والنذر الأخيرة للبشرية لتتوب وتعود إلى الله.

:أخرى
ب- أيديولوجيا وتنفيس
إذا أصابت بلاد الغرب، فهذا انتقام الله منهم:

  • التفسير السني: هو رد على ما حصل في غزة.
  • التفسير الشيعي: هو رد على ما حدث لحزب الله وإيران وتواطؤ الغرب ضدهم.

:أخرى
ت- إذا أصابت بلدًا مسلمًا، فالتفسير أنه بسبب فساد أهله ومنكرهم.
ماذا إذا أصابت الحرم المكي ذاته والمعتمرين؟ هنا أيضًا التفسير إما الفساد أو الابتلاء المجرد.

:أخرى
ماذا لو انتشر الأمر في كل مكان ولم نعرف من يتشفى في من، وعمت البلوى الصالح والطالح، سنجد من يقول: (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة)…

هكذا يبدو حوارًا لا مخرج له، وقد يتجه بحسب نفسية القائل في أي اتجاه… فماذا بعد…؟

الفاعلية والأخذ بالأسباب

الثوابت الكبرى تصلح كمرجعيات، فالله بث في الكون قوانين، بعضها ظاهر تدركه العقول، وبعضها في علم الله المحيط، فلا نتأله عليه، وحدود حاجة الإنسان هي ممكنات الإنسان، في هذا السياق تساعد في الحل.

ما هو في علم الله فليس من شأن الإنسان، فقد يُبتلى الصالح والطالح، والطفل والشيخ الكبير، والعابد والبطال، والكافر والمؤمن، ومن يوحى إليه وسائر البشر، فلم يعدنا القرآن برحلة في الحياة بدون مشاق…

ما هو في ممكنات الإنسان ومطلوب منه هو الأخذ بالأسباب:

  • حصار الفساد في البر والبحر بكل أشكاله (في عالم الأفكار والعلاقات والمشاريع).
  • الكشف والتسخير وحل التحديات التي تعترض البشر في عالم الطبيعة.
    وما لا نستطيع حله اليوم، سيستمر العمل لحله غدًا…

البشرية حلّت بالعلم قضايا لم يخطر ببال من سبق أنها قابلة للحدوث، ولا زال أمامها طريق طويل من التحديات، فأمراض مثل الطاعون، والجدري، والسل، وشلل الأطفال، والتنبؤ بالزلازل، وثوران البراكين، والفيضانات، وصناعة السدود، والمباني المقاومة للاهتزاز، أمثلة بسيطة على تجاوز التنفيس للتسخير…

الانتقال من فكرة التنفيس للسؤال المنتج حول تصور الحلول ومعاناة البحث عن الأسباب القابلة للتحكم، هو الفارق بين العجز والفاعلية…

يبقى الجانب الإيماني والروحي الذي يبحث فيه الإنسان عن صفاء القلب والاعتبار، وتذكر قدرة الله وطلب الرحمة، معلمًا مهمًا لمتنفس دائم للخير والرحمة بالوجود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى