مقالات
أحدث مقالات الدكتور جاسم السلطان
-
مغالطة الظل والنور
على خشبة المسرح، يتم تعتيم القاعة بأكملها بينما يُسلَّط الضوء على شخصية واحدة، فتتوجه أنظار الجمهور نحوها، وتنصبّ العواطف عليها، حتى يغيب عن وعيهم ذلك الجزء الأكبر من المسرح الغارق في الظلام. هذه هي مغالطة الظل والنور، وهي ليست مجرد خدعة مسرحية، بل قاعدة تتحكم في كثير من جوانب حياتنا. قد يقدّم كاتب سيرة شخصية معينة فيبرز محاسنها، ويركّز على…
المزيد -
المحنة والمنحة في حياة الأمم
المحنة والمنحة في حياة الأمم جزء لا يتجزأ من نهضتها، فالأمم العظيمة نشأت من مواجهة تحديات عظيمة، وسوريا ليست استثناء. كل تحدٍّ ستعبره الدولة السورية سيزيدها قوة بإذن الله. العبور من عقلية الفصيل والطائفة إلى فكرة الدولة الجامعة ليس رحلة سهلة، ففي مجتمعات عانت من الظلم والمآسي وتغذت بثقافة القهر لعقود، لا يكون التعايش أمرًا يسيرًا. لكن الأحلام الكبيرة تحتاج…
المزيد -
على شروخ الوعي
اليوم من يتابع ساحتنا الشبابية العامة على الوسائط الاجتماعية يلحظ معارك ذات ثلاث أبعاد متداخلة، سياسية وتاريخية ودينية، وفي أحيان كثيرة يصعب فصلها عن بعضها، ويلحظ الإسراف في العداوات والشطط في الخصومة والهبوط في لغة الحوار، وكلها أمور محزنة… هذا ظاهر المشهد، سنة وشيعة وعرب وعجم يتطاحنون، وأشاعرة وسلفيون وفلسطينيون وفلسطينيون وفلسطينيون وأردنيون وفلسطينيون وسوريون وأهل الجزيرة مع غيرهم، وحين…
المزيد -
بين العواطف والواقع
ملأنا البر حتى ضاق عنا … وماء البحر نملؤه سفينافالشاعر لا يجد أحدًا يدقق في صحة الدعوى … فصحة الدعوى هنا مرتبطة بما تثيره من عواطف لا بما تحيل عليه من وقائع. حسابات الواقع قد تشير إلى أن تعداد قوم الشاعر ومساحة ما يغطونه من الأرض والبحر مقارنة بمساحة العالم بره وبحره لا تساوي شيئًا … فقطعًا الشاعر لم يقلها…
المزيد -
الكوارث البيئية وتفسيراتها
زلازل في تركيا في ايران في باكستان جفاف ومجاعات في افريقيا سيول في السعودية جفاف انهار و. تصحر زاحف وفي الغرب نيران تلتهم الغابات وتزحف على المدن واعاصير تبتلع ما يأتي في مسارها وانفجار البراكين كل ذلك ولم نتحدث عن كوارث الانسان بأخيه الانسان : التفسيرات المقدمةأ- بين العلم والدين هي ظواهر ناتجة عن التغير المناخي، والعلماء طوال الوقت ينبهون…
المزيد -
الانتباه
كثير من المخلصين يساهمون في الفوضى الفكرية حين ينخرطون دون وعي في أجندات الفرقة والشقاق… وجوهر الموضوع هو البحث عن مناطق الاشتباك وترك مناطق الاتفاق… ومع كثرة هذه المعارك الصغيرة تضيع الخارطة الكبيرة والأولويات… حين تكون أمة ما تحتاج لبناء وطن مدمر، فهي تحتاج للوحدة والتنمية، وشرطهما تقليل دائرة الأعداء وزيادة دائرة الأصدقاء… وكسب الصداقات يحتاج إلى وعي باختلاف البشر…
المزيد -
بين بين
الحالة السورية اليوم كاشفة، وستكشف عن أزمة قرنين أو يزيد من صراع النخب العربية حول علاقة الدين بالفضاء العام للمجتمع، أهي علاقة: هيمنة مطلقة تُقصي أي أنماط حياتية مختلفة، أشبه بالعلمانية الفرنسية أو الدولة الداعشية وما قاربها. أم علاقة تقبل الدين كموجه أخلاقي عام، بالتراضي حول قيم كلية مشتركة لبيئة معينة، كنموذج ماليزيا مع هامش واسع للاختلاف المقنن. مع نمو…
المزيد -
المطالبة بحكم القانون
تعرف الثورات الانفلات والفوضى، وما أخبار الثورة الفرنسية ببعيد… وفي الثورات، يفعل من يشاء ما يشاء، خاصة من يحمل السلاح. يجد كل جديد أنه من حقه أن ينتقم لما وقع به من ظلم، وأن يطبق بيده القانون… فالآخر هو البادئ، والبادئ أظلم. ينقلب الضحية جلاداً، والجلاد ضحية… وفي البدايات، تكون عمليات الانتقام فردية، ثم تتحول إلى جماعية، وما رواندا ببعيد……
المزيد -
الأوطان والظواهر الثلاث
الاستعلاء الذي يقود للاستعداء، والاستعداء الذي يقود للاستدعاء… تبدو عبارة متكلفة، لكنها عنوان لمقال قديم كتبته في ضوء ملاحظة ظواهر الاحتقانات الطائفية والعرقية وغيرها وآثارها المدمرة. الاستعلاء هو شعور طرف اجتماعي بأنه متفضل على غيره وكامل في مقابل الآخرين الأقل حظاً، فيعطي لنفسه الحق في انتقاصهم عبر نسج القصص والنكات، وإضافة كل الشرور لهم، فكل شر خرج من تلك الفئة…
المزيد -
الأفكار القاتلة وسوريا
الطائفية والحزبية والعرقية والجهوية والأحقاد التاريخية، وما تشبَّعه الإنسان من هذه الأفكار، لا يزول بمجرد الثورة على مستبد، بل على العكس، فالثورة حالة ضعف تحاول كل هذه الأفكار فيها إطلاق طاقتها السالبة… الثوار وبقية المجتمع بشر جاءوا من خلفيات مختلفة وتصورات متباينة، لا تختلف في عمومها عن مدارس التنشئة وما تحمله من احتقانات… القيادة تحمل رؤية لوطن للجميع في خطابها…
المزيد