مقالات

أزمة الانفصال

أزمة الانفصال

أخطر ما يواجهنا اليوم، وأكبر العقبات أمام انعتاق الأمة، تكمن في أزمة الانفصال عن الواقع، فما هي هذه الأزمة؟

 الانفصال عن الواقع له وجوه كثيرة، وسأحاول ذكر ما يعن في البال منها.

عندما يحدثك شخص عن التاريخ، فيرسم له صورة وردية، فتسأله عن الفترة التي يعنيها، وما أن تقلب صفحاتها حتى ترى أن صاحبنا لا علاقة له بالوقائع الحقيقية، رغم وضوحها، هو يتكلم عن أمنيته لا الحقيقة.

عندما يحدثك شخص عن نجاعة حل يراه، كإسقاط ديكتاتور، أو استخدام العنف المسلح، العمل، وترك النظر، ويحدثك دون أي اعتبار لكون هذه الحلول تمت تجربتها، وعليه أن يقارب الموضوع باعتبار التجربة، فيعيد تكرار مقولاته، ذلك انفصال عن الواقع.

عندما يطرح أحدهم حلاً لمشكلة لم يدرس واقعها علميًا على الأرض، فذلك انفصال عن الواقع.

عندما نطرح ممارسات وحلولاً، والتجارب العلمية والحلول العلمية لها واضحة للعيان، ومجربة، ولكننا نكرر ذواتنا دون التفات لحقائق الحياة، ذلك انفصال عن الواقع.

العلاقة مع الواقع، والجدل الدائر بين النظرية، والتجريب ذهابًا وإيابًا هو صمام الأمان لعدم الدوران في حلقة مفرغة. ورغم بداهة ما ذكرناه، ولكن إذا تكونت عقلية، وثقافة عبر أجيال منفصلة عن الواقع، فليس من السهل إعادة أقدامها على أرض الواقع، ولكن بدون ذلك، وضعها حرج للغاية في سباق كوني، لا يرحم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى