التفكير الاستراتيجي
بسم الله الرحمن الرحيم في الوقت الذي تتأهب فيه أمتنا لاستعادة حيويتها، وتبزغ إرهاصات التحول في سماء مجتمعاتنا، ويبحث قادة النهضة عن الأدوات والمسارات المثلى (الخطط الاستراتيجية)، نتقدم بهذا الكتاب الذي يعتني بعقل القائد ويرشده إلى. طرق التفكير المتعددة التي تمكنه من رؤية الواقع وفهمه واستشراف المستقبل والسعي لامتلاك أدوات صناعته. إنَّ الفكر الاستراتيجي ضروري جدًّا لبناة الحضارات، وصناعة التحولات؛ لأنه يكسب القائد عقلاً جديداً فعالاً.
والفكر الاستراتيجي يختلف عن التخطيط الاستراتيجي، فالتخطيط الاستراتيجي، يعطي القائد أدوات التخطيط، وإقامة المشاريع. أما الفكر الاستراتيجي فهو منهجية تفكير تضمن حسن استخدام أدوات التخطيط، وأسلوب تفكير يؤهل القائد لملء جداول التخطيط بشكل بارع. إنه أداة غير ملموسة، على خلاف التخطيط الاستراتيجي، لكنه يشكل عقلية المخطط.
ويأتي هذا الكتاب كبإسهام نأمل أن يثري المكتبة العربية؛ لاستكمال الجهود المبذولة في الكتابة الاستراتيجية، فلا تزال الحاجة ماسة إلى توفير المادة المترجمة . فضلاً عن التأليف . في هذا المجال، على اعتبار أن الكتابة البكر أصبحت نادرة في عالمنا العربي، بسبب فارق نمو المجتمعات وحيويتها بين دول الشمال الغني المتقدم ودول الجنوب الأقل نمواً، فعمليات البحث لم تتراجع فقط في المجالات العلمية التطبيقية وحدها، بل في العلوم الإنسانية أيضاً.
ويحاول الكتاب كذلك، أن يعطي القارئ معلومة منظمة يستوعبها، خاصة إن كان يريد التعرف على جوهر الاستراتيجية، وليس الدندنة حولها؛ لأنه إن أراد مثل هذه المادة باللغة العربية فقد يعجز عن تكوين إطار جامع لها. نظراً لتناثر مفرداتها في بعض الكتب العسكرية أو الإدارية أو الدورات التدريبية حتى تخيل للبعض أن الموضوع يكمن في حل بعض الأسئلة وملء بعض الجداول لتكون عندهم استراتيجية.