الثقافة العنصرية
الثقافة العنصرية لها أوجه متشابهة في كثير من الأمم، بعضها ظاهر، وبعضها خفي، ولها تبريرات شتى عند الجميع، ولكنها تحمل عنصرا شيطانياً مشتركا واحداً: (أنا خير منه)..
الثقافة العنصرية يتلقاها الفرد في محاضنه الأولى، وتوجهه نحو احتقار مجموعات بشرية بالمجمل: ( كلهم….)، أما تبرير ذلك فسهل…، قراءة مجتزأة، ومشوهة للتاريخ، وعرض سمو الذات، وانحطاط الآخر…
قد يتمسكن الإنسان في حالات الضعف، ويطالب بالعدالة، والإنصاف، ولكن هذا الضعف ينقلب إلى حالة تعويض مبالغ فيها عند التمكن، ومن هنا تولد المذابح الكبرى والعنف الأعظم…
استسلام الجموع لمشاعر الغضب، وعدم فطنتهم لداء العنصرية، والتعميم القاتل مفهوم…، ولكن نخب التوجيه والرأي إذا أصيبت بذات الداء، فلا راقع لها.
كلما بعد الزمن اتضحت مقولات مالك بن نبي رحمه الله…، إن توجيه الطاقة لإدانة المستعمر، لم تقابلها ذات الطاقة في إصلاح الذات، كأفراد، ومجتمع…
لم نصحح مسارات التفكير، والعواطف، والعمل عندنا، فنشأ خليط قاتل، يعطل الطالح منه الصالح..