كتب

الذاكرة التاريخية للأمة

الحديث عن الذاكرة التاريخية في الامة حديث ذو شجون والانسان قد يقع فيه بين طرفي نقيض اما الاستهنة بالذات وتبخيسها او تضخيمها والمبالغة في عظمتها والصراع بين أمم الارض يجعلها توظف التاريخ عادة لصالحها وتقوم بتبخيس بضاعة الأخرين واسهاماتهم أما بشكل مباشر او بشكل غير مباشر وكلما كانت الامة اضعف كلما تم تبخيس نصيبها . من الخيرية وهي من جانبها تقوم بآلية تعويضية بتضخيم أعمالها والقارئ الذي اطلع على النسخة القديمة من الذاكرة التاريخية والتي كتبت منذ اكثر من اربعين سنة تلك الروح التعويضية عند كاتب هذه السطور حينها فهي كتابة كانت تمثل وعي لحظتها ولكن في هذه النسخة المعدلة أثر السنين وانتقال الانسان من وعي الى وعي لا ادري ان كنا سننجح في عكس وعي اللحظة وروحها في هذا الكتاب وهي روح ان يسودها الانصاف والبحث عن ارضية جديدة نقف عليها لا تكون ردة فعل للواقع المرير الذي تعيشه الأمة بل تطلع الى افق اسمى وأكثر اعتدالا وابعد نظرا.

والناس في مواجهة الدعاية السياسية ينقسمون لثلاثة اقسام:

القسم الأول: قادة الرأي. وهؤلاء يصنعون الإعلام ويصنعون الدعاية السياسية ولا يتأثرون بها لأنهم يعلمون أنها أداة من أدوات الصراع.

القسم الثاني: المثقفون والرأي العام المثقف يقرأ وينظر ويمحص بدرجة

من الدرجات، ويشارك في أوقات السلم في صناعة الرأي، فإذا احتدمت الحرب انقلب إلى رأي عامي أيضاً. وتلك مفارقة كبيرة تلمحها في فترات الأزمات، حيث ترى كثيراً الكتاب والمفكرين يجنحون إلى الحديث بلغة الشارع ويخاطبون نفس العواطف ويتحدثون بنفس المنطق. من

القسم الثالث: الرأي العام العامي. وهؤلاء هم نقطة الفعل ومحط التركيز من جهاز الإعلام حيث يتم التعامل معهم باعتبار العواطف لا العقول.

ونحن نأمل اليوم أن نرتقى بالرأي العام المثقف أو قطاعات منه إلى مستوى الرأي العام القائد الذي يصنع الإعلام ولا يتأثر به.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى