مقالات

المدخل الملغوم

المدخل الملغوم أحد معالم التفكير الذي تم تلقينه للجيل لأغراض أيديولوجية، ويحتاج إلى وقفة لأنه أحد أكبر الإعاقات العقلية أمام العقول الشابة، ما طبيعة المدخل الملغوم؟ وما وظيفته؟

المدخل الملغوم هو: اختيار نقطة في الحوار لا حل لها يسير، والهدف منع تدفق الحوار إلى المناطق التي تقبل الحلول، وفلسفة الخطة تقوم على أن كل الحوار مرهون بهذه القضية!

إذا تكلمت عن أهمية الدين للإنسان، فصاحبنا سيبدأ من قضية قتل المرتد، وعليك أن تترك كل الدين في تاريخ البشرية، لتحل هذه المشكلة!

إذا تكلمت عن الحرية، فأول سؤال: ماذا عن المثلية الجنسية؟ وعليك أن تنسى الحرية، حتى تحل مشكلة المثلية!

إذا تكلمت عن الديمقراطية، فأول شئ يجب أن تحله: كيف تجيب عن نقد الديموقراطية في بلاد المنشأ؟

إذا تكلمت عن تطور التقنية، فأول سؤال يجب أن تجيب عنه هو الرأسمالية المتوحشة… وهكذا ..

في كل موضوع من المواضيع السابقة، ربما مليون فائدة متحققة للبشرية، ويستفيد منها العالم، ولكن صاحبنا كل ما يريده هو حجب كل الصورة، والدخول من أحد إشكالياتها خدمة للأيديولوجيا.

السكين لا يستغني عنها بيت، ولكن لو عرضت على أصحاب هذا المدخل، لفتحوا ملف الجرائم التي ارتكبت بالسكين عبر التاريخ! تابع حواراتنا، وستكتشف أن هذا النمط من المقاربات صُمم لقتل أي حوار نافع، ولكن من يمارسه في الغالب، التقطه من من غير أن يشعر!

تتقدم البشرية، لأنها تنظر إلى الجانب المفيد من الأفكار، ولو لم تجب على كل الأسئلة، والأمم التي عندها هذا النوع من الإعاقة لا تغادر مكانها أمام بوابة الألغام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى