مقالات

رهاب المعرفة

رهاب المعرفة

لا تتقدم أي أمة تتوقف عن السؤال، هذه فكرة لا تحتاج إلى شرح، لكن في المقابل، هناك مجتمعات عندها “رُهاب المعرفة”، فما رهاب المعرفة؟

هل طرحتَ سؤالاً على شخص حول مسلمة عنده، وبدل أن يستمتع بعرض حجته، ترك السؤال ليشتبك مع شخصك، وبدل الود حوّل الموضوع لمعركة، وذلك مظهر من مظاهر “رهاب المعرفة”!

هل تقدمت بموضوع رسالة علمية، فرفضت الفكرة لأنها تهدد المسلمات، وطولبتَ أن تختار موضوعًا مطروقًا حتى تسلم لك الشهادة! ذلك مظهر من مظاهر”رهاب المعرفة”!

هل رأيت عالمًا يقول في السر رأيًا يخاف من نقاشه في العلن؟

هل عرضت فكرة على جمع، فبدل تنميتها بالسؤال سعوا لوأدها، وسد الطريق أمامها، وذلك رهاب المعرفة!

الفرد الخائف من اهتزاز قناعاته، والطاقم العلمي الخائف على مسلماته، والجمع الذي لا ينمي الفكرة، بل يقتلها، كلهم علامات للمجتمع الذي يعيش “رُهاب المعرفة”.

“جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا” (نوح، 7)، ذلك حال مجتمعات عندها “رهاب المعرفة”، وعليه فَقس.

الخلاصة: درّب نفسك على الإنصات، والبحث في أي فكرة عن جوانب الإضافة فيها لتنميته، وجوانب القصور لسدها، فتلك هي ضمانة النجاح: “الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه” (الزمر: 18)، وقارن فريق “جعلوا أصابعهم في آذانهم”، مع فريق “الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه”.

 فارق الثقة في الذات، وفي الاختيارات، وطلب الحق إن تبين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى