ملوك الطوائف
في تاريخنا الأندلسي حقبة اسمها ” ملوك الطوائف”، وهي حقبة انقسامات وتطاحن أدى إلى سقوط الأندلس، وما جرى لأهلها من عذابات تبعت السقوط… فعرفنا مرضا مستطيراً هو ” الطائفية”، كان حريا أن يدرّس للأجيال لتتقيه، وتعرف نتائجه… فهل فعلنا؟
في لقاء جمعني يوما مع إخوة أفاضل هجّروا من بلادهم بسبب الطائفية، توقعت أن يكون الدرس الذي تعلموه بالدم، هو أن ” الطائفية مرض مبيد”، وكانت المفاجأة!
المفاجأة أن ضحايا الطائفية إلا قليل من أهل البصيرة، كل ما يريدونه هو طائفية تمثلهم، لا شئ أكثر، مرة بمبرر المظلومية، ومرة بمبرر الأكثرية، ومرة بمبرر الدين.
بل في دول غير طائفية هجّر أهلها بسبب الاستبداد، في نقاشات العمق، يوجد عدد ليس باليسير، يريد الديموقراطية التي توصله للسلطة، وعنده مليون سبب، وطريقة ليستبد بغيره بعدها. إن نسخ الطائفية والاستبداد مكتوبة بالحبر السري، وتسكن تلافيف العقول، ومطاردتها واقتلاعها لا يتم بحديث عابر، ولكن بوصفة عميقة.
“إزالة النسخ المكتوبة بالحبر السري “هي وصفة ممتدة زمانا … قبل إزالتها، وأثناء إزالتها، وبعد أن نظن أننا أزلناها… وهي ممتدة عمقا من مظاهر السطح، إلى محاضن التنشئة، إلى المدارس، إلى القوانين والإجراءات، إلى عمقها، وهو سايكولوجيا التبرير لهذه الأمراض.