هات الزبدة
هات الزبدة
أزمة “هات الزبدة”، أو بالعامية: “هات من الآخر”، كأن يسأل أحدهم سؤالاً عميقًا، ويطلب إجابته، فتقول له قبل الإجابة: تحتاج لفهم بعض المقدمات، وإزالة بعض العقبات، لتعرف لماذا جاءت الإجابة بهذه الكيفية، فلن تنفعك النتيجة بدون استقرار مقدماتها، فيصر طالبًا “الخلاصة” فماذا بعد؟
تعطيه “الخلاصة” فيصرف أيامًا في جدل عقيم حول تلك الخلاصة، ظانًا أنه فهم، وأنه مؤهل لمناقشتها، لأنه سمع نهاية القصة، ولا يتردد في نقل تلك الخلاصة، والاستشكال عليها في كل لقاء. فتقول له هذه الفكرة أشبه بالقصة التي فيها حبكة، تتعدد الفصول، تبدأ بسطر وتنتهي بسطر، والسطر الأول ربما حرب ودماء، والأخير هكذا عاش الجميع سعداء، وأنت تستشكل: “كيف عاشوا سعداء وقد بدأوا بحرب ودماء؟”، فبدون معرفة الخط الواصل بين الجملتين لن تفهم شيئًا! فيعود للمربع الأول: هات الزبدة، وأعطني الخلاصة، تقول له: إفطار سعيد.
تبتسم، وتمضي في طريقك..