الدين والمعالجات الجزئية
الدين والمعالجات الجزئية
ماذا لو مزقت أجمل لوحة على وجه الأرض إلى قطع صغيرة، ثم نظرت لكل قطعة على حدة، فرأيت عدم انتظام الحواف، وفراغ المعنى أو نقصه، أو عيبه، ثم أطلقت حكمًا عامًا أنها لوحة سيئة لفنان معيب، فكم درجة الخلل في الحكم؟
ماذا لو قررت أن تستنزف طاقتك في الدفاع عن كل قطعة بمعزل عن الكل، فوجدت أنك تحرث في بحر، لأنك لا تستطيع أن تجيب عن تلك الحواف غير المنتظمة، وذلك الخلل في المعنى !
ماذا لو خلط شخص بقصد أو بغير قصد تلك القطع بقطع ظن أنها تتبع ذات اللوحة، وأفنيت عمرك في الدفاع عن تلك القطعة التي لا تنتمي لتلك اللوحة، وهي دخيلة عليها؟
ذلك ما يحدث عندما نغرق في الجزئيات، وتضيع منا الأنساق والصور الكلية، فالكلمة لا تعني شيئًا إلا في الجملة، والجملة في الفقرة، والفقرة في النص كاملاً، فأول الإصلاح إنقاذ الثقافات ذات النسق الجزئي من ذاتها، وتدريب أجيالها على رؤية موقع الجزء من الكل.
وأخطر ما ابتلي به الفهم الديني هو الصور المجزأة، وغياب الإطار الناظم للجزئيات، وبدون علاج ذلك الخلل افتتاح عصر جديد أمر أقرب إلى الاستحالة.