خطوتك الأولى نحو فهم الاقتصاد
يأتي هذا الكتاب كأحد لبنات سلسلة أدوات القادة، كمساهمة في ترتيب الخارطة المعرفية لشباب النهضة، وهو في مضمونه جمع لأهم الأفكار التي ألقيتها في محاضرات برنامج إعداد القادة حول موضوع “الاقتصاد”، وقد صيغت مفرادته بطريقة مبسطة على نفس النسق الذي تطرح فيه مادة المحاضرات. ما يضر الجهل به
بعد ذلك من ويعتبر هذا الكتاب خطوة أولى نحو فهم الاقتصاد، وفاتح شهية لينهل القاريء مائدة كتب الاقتصاد المتخصصة وهي خطوة تتناول الأفكار الأساسية التي تمكن القاريء من استقبال الرسائل الاقتصادية اليومية من الخارج وإدارتها في ذهنه ليفهم ما يدور من حوله.
وقد يتساءل البعض حول جدوى المطالعة في كتب الاقتصاد، وهو تخصص قائم بذاته له علماؤه وخبراءه، ونجيب على هؤلاء الأحبة بأننا نتفق معهم في أن الاقتصاد علم ومادة تخصص، لكن القول بقضية التخصص لا يمنع غير المتخصص أن يكون عنده القدر الذي يستوعب من خلاله ما يرسله له الاقتصاد من رسائل يومية، فعندما تتصفح الجريدة – وهي بالأساس العموم الناس لا المتخصصين وحدهم نجد فيها مقالات وأخباراً ومعلومات الاقتصاد، وعندما نشاهد نشرة الأخبار نجد فيها جزءاً من الاقتصاد وهو أيضاً ليس موجهاً إلى المتخصصين؛ بل إلى عموم الناس، وهذا يعني أن الإنسان غير المتخصص يحتاج أداة لاستقبال هذه الرسائل واستيعابها، فإذا لم يكن مزوداً بما يضطر إلى تجاوز المعرفة والقول بعدم جدواها، فإذا فتح الصفحة الأولى مثلاً في الجريدة وجدها في السياسة ولم يجد لديه وعاء لاستقبال المعلومات المتعلقة بالسياسة؛ فإنه يقرر بدون تفكير طويل أن يتجاوزها، ثم يأتي إلى صفحة الاقتصاد دون أن يمتلك أداة للتعرف عليها فيتجاوزها، إلى أن يصل إلى صفحة الرياضة والموسيقى والفن …إلخ، فيجد لديه قليلاً من المعرفة ليستقبل بعض ما فيها، عندها يقف متصفحاً أهم ما في هذه الصفحات التي يفهم لغتها.
فالقول بالتخصص لا ينفي ضرورة أن يلم الفرد العادي بقدر يسير من
مفاهيم وقضايا الاقتصاد.
وتتناول خطوتنا الأولى في عالم الاقتصاد العناوين الكبرى التالية:
- علم الاقتصاد.
- نشأة الاقتصاد.
- إجمالي الناتج القومي.
- النقود والبنك والبورصة.
منهجية الكتاب
وقد راعيت صياغة الكتاب بلغة مفهومة بعيداً عن المصطلحات المعقدة – قدر الإمكان، بحيث تكون الرحلة في هذا الكتاب سهلة وممتعة خاصة لمن لم يقرأ من قبل عن الاقتصاد، فمن حسنات هذا الكتاب التي نأمل أن تتحقق؛ أن يرغب الكثيرين في الاستزادة من هذا العلم والعودة إلى الكتب المتخصصة التي تتناول مفردات الاقتصاد وموضوعاته بتفصيل وعمق.
ويبدأ كل عنوان من تلك العناوين السابقة بموقف بسيط يتم من القصة خلاله توضيح أهم الأفكار المراد إيصالها، مع وجود هوامش شرحت فيها بعض التعريفات أو ذكرت فيها ملاحظات مهمة متعلقة بالموضوع، وتنتهي يجمع الخلاصات والنماذج الموضحة للفكرة بالإضافة إلى بعض المعلومات الإضافية لمن يرغب في مزيد من التوسع. ويسع القاريء أن يقرأ القصة وحدها إن كان يريد التعرف فقط على الفكرة بصورة عامة، وإن أراد المزيد فيمكنه الاستعانة بالهوامش أو الإضافات.
ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل في هذا الكتاب نفعاً لشباب النهضة وأن يسد جزءاً من الحاجة المعرفية لديهم. وأن ينشط عندهم الغريزة المعرفية لطرق أبواب مثل هذه العلوم.
