كتب
أنا و القران: محاولة فهم
بسم الله الرحمن الرحيم ..
في مجتمعات الإسلام اليوم خوف من التساؤل والنظر، وهذا الخوف ابن مرحلة الانكماش التي أسقطت الحضارة الإسلامية في الجمود، وأخرجتها من الدورة الحضارية البشرية .
والخوف من التفكر والسؤال بدعوى المحافظة على الإيمان عجيب! لأن القرآن جاء لقوم أميين ومُشركين فطالبهم بالتفكر والتدبر، وعرض على عقولهم القرآن مع قلة أدواتهم وعدتهم المعرفية، وطالبهم بالدليل والبرهان، وهو موضوع حري بالتفكر والتأمل. ما الذي أهلهم لمثل ذلك الطلب؟ ما الذي يؤهلنا اليوم لمثل هذا الطلب؟
فالقرآن لا يزال يعرض نفسه للتفكر والتأمل، ولئن ساغ أن يتأمله الأميون المشركون، فإن المسوغ له اليوم أكبر ، مع انتشار العلم، وقرب مصدر المعرفة في كل العلوم، وتوفر العلماء، وكثرة الاحتكاك بهم، فالقرآن كتاب تدبر، لا كتاب هذرمة.