من الصحوة إلى اليقظة
سؤال الأسئلة
لقد شغل الأمة سؤال كبير: لماذا تخلّفنا وتقدم غيرنا؟ أشارت الأصابع إلى مختلف الاتجاهات: المؤسسات، السياسة، التعليم، الاستبداد القابلية للاستعمار، وإنسان الانتظار، حسب مالك بن نبي، وبقي السؤال عالقًا حتى يومنا هذا، ومن هنا وُلِدَ مشروع النهضة الذي بين يديك عزيزي القارئ.
الزمن ونضج الأفكار
کتاب «من الصحوة إلى اليقظة» هو أول كتب السلسلة، لقراءة استمرت أكثر من ثلاثة عقود، تدور حول سؤال النهضة، وكل ما سبقها من كتابات كان بحثًا عن ذلك السؤال المحوري، ورغم أن الكتاب صدر في عام 2006م، فإن مادة الكتاب كانت قد تشكلت قبلها بعقد ونيف. والآن بعد مرور ما يقرب من عقدين ونيف على هذا الكتاب، رأيت ضرورة تجديده، فالأفكار التي تناولها الكتاب الأول اختلفت ظروفها واختلف المخاطبون، وبرزت الحاجة إلى خطاب جديد؛ فالزمن يلعب دوره في نضج الأفكار.
الأيديولوجيا وآثارها العميقة
عندما ننظر إلى ذخيرتنا من الأفكار في فترة الصبا، ونرى حجم الأيديولوجيا التي كنا نحملها، والتي كانت تشغب على أي تفكير موضوعي، نعلم ما يعانيه الشباب الذين تم تحميلهم أيديولوجيات لم تتح لهم الفرصة لفحصها أو آلية تنقش في أذهانهم في مرحلة المثالية المطلقة، والتي تتغلب فيها المشاعر على العقل، وحتى حين يعتقد الإنسان أنه انفك من الأيديولوجيا، فهو لا يضمن بقاياها. والكتاب هذا هو الأول في السلسلة، ولغته تعكس تلك المرحلة من العمر، فرغم أن قضاياه الكلية ما زالت الحاجة إليها قائمة، فإن اللغة التي كتب بها تحمل بقايا من روح تلك المرحلة ومسلماتها.